عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شفاء العليل شرح منار السبيل
217760 مشاهدة
بــاب الســـواك


قوله: [باب السواك].


الشرح: السواك يطلق على الآلة التي هي العود، فقال هذا سواك من أراك، كما يقال مسواك، ويطلق على الفعل فيقال: السواك سنة، أي التسوك الذي هو الفعل، وهو يذكر ويؤنث، والأكثر على تذكيره، وجمعه سوك ككتب، ويقال سؤك بالهمزة، وهو مشتق من التساوك وهو التمايل والتردد؛ لأن السواك يتردد في الفم، وقيل هو من ساك الشيء إذا دلكه.
وقول المؤلف (باب السواك) لأنه ذكر تحته آداب السواك وصفته ثم ذكر بعده فصلا في سنن الفطرة، فلذا كان من المناسب أن يجعل هذا الباب بعنوان (باب السواك وسنن الفطرة) كما صنع غيره من فقهاء المذهب، وبعضهم يقول (باب السواك وسنن الوضوء) كما صنع صاحب الزاد، والحكمة في ذكر هذا الباب بعد (باب الاستنجاء وآداب التخلي) وقبل (باب الوضوء) أن الإنسان غالبا يستعمل السواك بعد خروجه من الخلاء وقبل وضوئه لقولة -صلى الله عليه وسلم- لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء فالسواك من سنن الوضوء.